قانون تجاري

تعرف على كل ما يخص نظام الشركات السعودي

مع التطور الهائل الذي باتت تشهده المملكة العربية السعودية، كل يوم فرص استثمار جديدة، أسواق جديدة تفتح في كل مناطق السعودية ولهذا تجد المستثمرين وأصحاب الأعمال الناشئة يردون أن يتعرفوا على نظام الشركات، هل تفكر مالياً في تأسيس شركة ولكن المشكلة أنك لا تعرف من أين تبدأ الرحلة.

هل تساءل نفسك عن أفضل أنواع الشركات التي تناسب نشاطك التجاري، ما هي الخطوات القانونية لعملية التأسيس وما هي الضرائب والمزايا التي تعطيها المملكة للمستثمرين الجدد، ما هي المشاكل التي يجب تجنبها لتفادي الإمتثال أمام القضاء، الكثير والكثير من الأسئلة الهامة نجيبها عليكم في السطور القادمة.

نظام الشركات

ما هو نظام الشركات 

إنه نظام  يشتمل على مجموعة من القوانين والتشريعات وتلك القوانين والتشريعات تطلعك على كيفية تأسيس الشركة وإدارتها وحلها، الهدف منه اولاً تنظيم العمل التجاري داخل المملكة حتى يتم حماية حقوق كل من المساهمين والشركاء، ثانياً تسهيل إجراءات تأسيس الشركة وتنظيمها.

ثالثاً، وضع إطار قانوني عادل حتى يتم حل النزاعات التجارية في حال وقوعها، كما وضع لتشجيع الاستثمار سواء الأجنبي منه أو المحلي عبر المزايا التي تقدم، الجهات المسؤولة عن نظام الشركات داخل المملكة هي وزار التجارة وهي المسؤولة عن تسجيل الشركة وتنظيمها، أما هيئة السوق المالية فهي المشرفة على الشركات المدرجة في السوق المالي في السعودية، هيئة الزكاة والضرائب والجمارك، تحدد الالتزامات والضرائب المالية على الشركات.

أنواع الشركات في النظام السعودي

نظام الشركات في السعودية يحدده عدة أنواع حتى يناسب الأنشطة التجارية المختلفة وحتى القطاعات الاستثمارية، كل شركة تختلف من حيث المسؤولية القانونية وطريقة الإدارة وعدد الشركاء والأنواع هي:

  • شركة التضامن

مكونة من شركين أو أكثر من شريك وكل منهم مسؤول بشكل شخصي عن ديون الشركة، ويقصد بشكل شخصي أموالهم الشخصية إنها مناسبة مع الشركات العائلية والمشاريع الصغيرة ذات الثقة بين الشركاء.

  • شركة التوصية البسيطة 

إنها شركة مكون من شركاء متضامنون وشركاء موصون، هؤلاء المتضامنين هم المسؤولون عن ديون الشركة بالكامل أما الموصون فهم مسؤوليتهم وتحدد بقدر استثماراتهم، إنها مميزة لأنها تتيح للمستثمر المشاركة بدون المخاطرة بأموالهم الشخصية أما المتضامنون فهم الذين يتحملون المسؤولية وهو عيب وليس ميزة قوية.

  • الشركة ذات المسؤولية المحددة 

تتكون هذه الشركة من شخص واحد أو أكثر، وبمقدار حصص هؤلاء الأفراد فإن مسؤليتهم تحدد بناءً على هذا، تناسب هذه الشركة رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة ولا تتطلب أي رأس مال كبير بالمقارنة بالشركة المساهمة، مرونة في الإدارة أيضاً تتميز هذا النوع حيث تضمن شريك واحد فقط.

  • الشركة المساهمة 

إنها شركة رأسمالية تعتمد في جوهرها على التداول وكل مساهم يكون مسؤول بمقدار الحصة التي كانت من نصيبه، وهناك نوعاً من هذه الشركة، الأول هو الشركة المساهمة العامة ويمكن إدراجها في سوق الأسهم في السعودية وطرحها للاكتتاب العام وشركة مساهمة مغلقة وهي لا تطرح أسهمها للجمهور وتبقى ملكية خاصة.

تناسب هذه الشركة المشاريع الكبرى والضخمة وتكون الأنسب في الحصول على تمويلات سواء من البنوك أو من خلال طرح الأسهم أمام الجمهور.

  • الشركة القابضة 

إنها عبارة عن شركة لها حصص في مجموعة شركات أو شركة أخرى، تمارس التحكم والإدارة ولكنها لا تمارس النشاط التشغيلي بشكل مباشر، إنها المسؤولة عن تنظيم المجموعات التجارية الكبرى وتقلل من المخاطر عبر توزيعها للاستثمار كما أنها توفر للشركة الأخرى هيكل إداري أكثر كفاءة لأن الشركة القابضة لديها خبرة أكبر في الإداراة.

  • شركة الشخص الواحد

هي شركة يتحكم فيها شخص واحد ويتولى مسؤولية كاملة عنها، ابتداء من القرارات وصولاً للإدارة والتشغيل وغيرها، إنها تناسب الشركات الصغرى لأن المالك فيها يتحكم بشكل أكبر.

 نظام الشركات

 خطوات تأسيس شركة في السعودية

يحدد نظام الشركات في السعودية مجموعة من الخطوات التي يجب عليك اتباعها حتى تقوم بتأسيس شركة وتلك الخطوات هي كالتالي:

  • حدد نوع الشركة 

اختر نوع الشركة وقد ضعنا لك العديد من الشركات يمكنك الاختيار فيما بينها، سواء القابضة أو المساهمة أو شركة التضامن وغيرها.

  • حجز اسم تجاري

من خلال منصة وزارة التجارة قم بحجز اسم تجاري، تأكد أن هذا الاسم مميز ولا يخالف المعايير في السعودية ولم يتم استخدامه من قبل.

  • إعداد عقد التأسيس

يمكنك الاستعانة بمحامي سعودي متخصص في الاستشارات القانونية لتقوم باستشارة ليقوم بإنشاء لك عقد تأسيس وضعاً أسماء الشركاء ونسب الملكية ورأس المال المحدد وطبيعة النشاط التجاري وبعد الانتهاء من العقد، أطلب منه توثيق العقد في أبشر أو كاتب العدل لتضمن الامتثال لنظام الشركات.

  • إصدار سجل تجاري 

انتظر حتى توافق الوزارة وتصدر السجل التجاري بشكل رسمي وهو المستند الذي يضمن لك مزاولة النشاط التجاري الخاص بك بسهولة دون خوف من الجهات الرسمية أو الضرائب.

  • فتح حساب 

حتى تمتثل لنظام الشركات السعودية يفضل فتح حساب مصرفي وإيداع رأس المال كما يحدده نظام الشركات لكل نوع من الأنواع.

  • تسجيل الشركة في الجهات الرسمية 

يجب تسجيل الشركة في الجهات الرسمية حتى نضمن الامتثال الضريبي فيجب التسجيل في هيئة الزكاة والضرائب ولتسجيل الموظفين يجب تسجلهم في التأمينات الاجتماعية.

بعد إتمام هذه الخطوات وفقًا لنظام الشركات السعودي، تصبح شركتك قانونية وجاهزة للعمل في السوق السعودي.

الضرائب والرسوم على الشركات في السعودية وفقًا لنظام الشركات

وفقاً لنظام الشركات في السعودية يجب على الشركة الامتثال للنظام الضريبي داخل المملكة، إن هذه الضرائب تختلف حسب نشاط الشركة ونوعها وهيكلها القانوني، ومن بين الضرائب التي يجب على الشرك الامتثال لها هي:

1. ضريبة الدخل 

إنها تفرض على الشركات الأجنبية العامة في السعودية بنسبة 20%من صافي الربح، إنها لا تفرض على الشركات داخل المملكة بل إنها تطبق على الشركات الأجنبية.

2. ضريبة الزكاة 

تفرض الحكومة السعودية على الشركات السعودية 2.5% ضريبة زكاة بشكل سنوي، ويقدر الزكاة بناء على صافي رأس المال والأنشطة التجارية.

3. ضريبة القيم المضافة 

هذه الضريبة تفرض على السلع والخدمات التي تقدمها الشركة بشرط أن يتجاوز الدخل السنوي للشركة 375,000 ريال سعودي.

4. رسوم السجل التجاري والترخيص 

بشكل سنوي تدفع الشركة رسوم تجارية تختلف حسب نوع الشركة ونشاطها، هناك شركات تتطلب تصاريح إضافية من جهات مختصة كهيئة الغذاء والدواء ووزارة الاستثمار وهو ما يتطلب دفع رسوم إضافية للشركة.

امتثال الشركات لنظام الشركات السعودي في ما يخص الضرائب يضمن استمرارها بسلاسة وتجنب العقوبات المالية التي قد تقع في المستقبل.

 نظام الشركات

التعديلات الأخيرة في نظام الشركات السعودي

بهدف تحسين بيئة العمل وجذب المزيد من الاستثمارات داخل المملكة ولتحقيق رؤية المملكة 2030 شهد نظام الشركات في السعودية العديد من التعديلات التي تهدف لتطوير القطاع التجاري وتسهيل الإجراءات ومن تلك التعديلات هي:

  • تسهيل إجراء تأسيس الشركة

لقد تم تبسيط الإجراءات الخاصة بالتأسيس بشكل كبير وهو ما ساعد على تقليل الوقت اللازم لإنشاء الشركة حيث قامت بإنشاء المنصات الإلكترونية مثل منصة وزارة التجارة.

  • تعديل رأس المال الأدنى 

في الماضي كانت تفرض على بعض أنواع في نظام الشركات ضرائب مثل الشركة ذات المسؤولية المحدودة والآن تم إلغاء الحد الأدنى لرأس المال وبالتالي تم التسهيل على رواد الأعمال البدء في مشاريعهم بأقل تكلفة ممكنة.

  • مرونة في تأسيس الشركات

في الماضي كان نظام الشركات يفرض على الشركات الأجنبية وجود مستثمر محلي وهو ما كان يصعب على المستثمر الأجنبي القيام بعمله، اليوم أصبحت المملكة سوق كبير بفضل الحد من هذا النظام وأصبحت هناك أنشطة مفتوحة أمام المستثمرين لا داعي لوجود مستثمر محلي.

  • تسهيل انتقال الأسهم بين الشركاء 

من الماضي كانت هناك صعوبات في نقل الأسهم بين الشركاء سواء في الشركات المساهمة أو الشركات ذات المسؤولية المحدودة والأن أصبح من السهل النقل وبالتالي منح هذا الأمر لشركة إدارة كبيرة وقلل من عملية القيد.

  • التوسع في الشركات المساهمة 

مع توافر منصة تداول السعودية، أصبحت الشركات المساهمة العامة الصغيرة أكثر مرونة في الوصول لعملاء للاستثمار فيها وبالتالي فرص أكبر للوصول لرأس مال ضخم.

  • تعديل حوكمة الشركات

لقد تم تعديل قواعد حوكمة الشركات في نظام الشركات السعودية والحوكمة تضم، إدارة الشركات كتحديد الأدوار والمسؤوليات بشكل واضح وتحديد معايير عالية للشفافية والتقارير المالية.

  • تبسيط إجراءات تصفية الشركة 

التصفيات الخاصة بالشركات في الماضي كانت صعبة وتتطلب اجراءات طويلة المدى، أما الآن الإجراءات أصبحت أكثر سلاسة كما قللت من التعقيدات وهو ما ساعد الشركات على إنهاء العمل بشكل قانوني وسريع.

Author

Doaa

Comment (1)

  1. تعرف على عقوبة الغش التجاري في السعودية
    مارس 7, 2025

    […] جدية المملكة في محاربة هذه الظاهرة لحافظ على الأفراد ونظام الشركات من […]

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *