قانون قانون تجاري
اندماج الشركات

اندماج الشركات تعرف على المزايا وأبرز العيوب

لم يعد القرار المتعلق بخطوة اندماج الشركات من القرارات التجارية فحسب، بل تخطى الأمر ليكون أكثر من ذلك، بل هو عملية تجارية من العمليات المنظمة للغاية والتي تخضع للقوانين واللوائح الصارمة بالمملكة العربية السعودية، وقد كان للهيئة الملكية السعودية دورًا محوريًا فيما يخص وضع الأطر القانونية العامة التي توضح آلية إتمام الاندماج ما بين الشركات، وهو ما يستهدف توفير حماية كاملة لحقوق الأطراف بالكامل، وفيه ضمان للشفافية في تلك العملية.

وفي سطور المقال التالية، نتعرف بالتفصيل على اندماج الشركات بالمملكة السعودية وكيف له أن يتم في إطاره القانوني، كما نوضح المميزات والعيوب التي تتعلق بتلك الآلية التجارية الهامة في عالم الشركات والمؤسسات، وما يمكن أن يقوم به رجل القانون من دور حيوي هام فيما يخص هذا الشأن.

ما هو مفهوم عملية اندماج الشركات ؟

اندماج الشركات كما تم تعريفه في نظام الشركات السعودي ووفق ما أوضحه القانون المعمول به في السعودية عبارة عن عملية قانونية تتعلق بدمج شركتين أو أكثر من ذلك ليتم تشكيل كيان تجاري واحد جديد، كما تم تعريفه ليكون انضمام إحدى الشركات إلى شركة قائمة بالفعل.

اندماج الشركات
اندماج الشركات

كما أنه عبارة عن استراتيجية قانونية هامة تستهدف تحقيق التوسع والنمو عن طريق تجميع القدرات وكافة الموارد، ومن ثم يتم العمل على تعزيزها بالأسواق في إطار الرغبة في تحقيق كافة الأهداف المنشودة، لذا نجد أن عملية الاندماج لها عدد من المميزات والفوائد الهامة للشركات.

ما شروط نجاح عملية اندماج الشركات ؟

يشترط حتى تنجح عملية اندماج الشركات أن يتم إجراء خطوات تقييمية دقيقة تتعلق بأصول الشركات التي سيتم ما بينها الاندماج، بالإضافة إلى ضرورة تحديد الحصص أو حجم الأسهم الخاص بكل شركة، كما أن الأمر من الناحية القانونية يحتاج إلى ضرورة أن يتم تجهيز مقترح تفصيلي دقيق تتضح فيه كافة شروط ومتطلبات الاندماج، فضلًا عن ضرورة توضيح الآلية الخاصة بتوزيع الحصص بالشركة الجديدة.

كيف يحمي القانون السعودي حقوق معارضي الاندماج؟

كفل النظام السعودي للشركات للمساهمين المعارضين لعملية الاندماج ما بين الشركات كافة حقوقهم وضمانها بالكامل في إطار ما ينص عليه القانون في المملكة العربية السعودية، فمن المسموح لكل من عارض اندماج الشركات أن يحدد الآلية الملائمة من أجل طلب التعويض المناسب، بالإضافة إلى المرونة في اتخاذ القرار الذي يتوافق مع مصلحة معارض الاندماج.

ما هي أنواع عملية اندماج الشركات؟

يقسم اندماج الشركات وفق ما ينص عليه القانون السعودي إلى عدة أنواع، نذكر تلك الأنواع بالتفصيل من خلال الآتي:

الاندماج الأفقي

الاندماج الأفقي للشركات يتم حينما يكون هناك اتحاد ما بين مؤسستين أو شركتين أو أكثر من شركتين لديهما نفس العمل بنفس المجال وذات القطاع، وتقدمان الخدمات أو السلع المتشابهة مثل اندماج شركتين لصناعة الملابس أو شركتين تنتجان المشروبات الغازية.

الجدير بالذكر أن هذا النوع من الاندماج يستهدف توفير التكلفة وزيادة الربح، وتمنح الشركة الجديدة عقب الاندماج الحصة السوقية الأكبر وهو ما يزيد من القوة التنافسية لها.

الاندماج الرأسي

اندماج الشركات الرأسي يكون عبارة عن شركتين تعملان بمراحل مختلفة فيما يخص الإنتاج أو التوزيع مثل اندماج شركة متخصصة في تصنيع السيارة مع شركة أخرى متخصصة في صناعة الإطارات أو مقاعد السيارات.

الهدف من هذا النوع من الاندماج التجاري للشركات هو أن تتحسن الكفاءة العامة للشركة عقب الاندماج عن طريق دمج مراحل متنوعة بسلسلة التوريد، لضمان الحصول على مواد خام بسعر منافس وبجودة عالية، مما يقلل من الاعتماد المباشر على موردين خارجيين.

الاندماج المتنوع

نوع من النوعيات المباحة للاندماج والذي أقره النظام السعودي والقوانين المعمول بها في المملكة، وهذا النوع من الاندماج يحدث ما بين شركتين مختلفتين في الصناعات بشكل كامل أي لهما أنشطة تجارية ليست متشابهة مثل الاندماج ما بين شركة أجهزة إلكترونية وأخرى متخصصة في صناعة السيارات.

هذا النوع من الاندماج يستهدف تقليل المخاطر التجارية التي تعتمد على نوع واحد من الصناعات، مع إمكانية تحقيق معادلة النمو السريع ودخول سوق تجارية جديدة، وهو ما يحقق الاستفادة من جميع الموارد المتاحة بالشركتين عقب الاندماج.

ما هي أسباب ودوافع اندماج الشركات بالمملكة العربية السعودية؟

أتاح القانون السعودي اندماج الشركات وكانت هناك عدة أسباب تدفع العديد من الشركات لاتباع سياسة الاندماج تذكر من بينها الآتي:

اندماج الشركات
اندماج الشركات
  1. إعادة هيكلة الشركات وإعادة تنظيمها من الأسباب والدوافع الهامة للجوء للاندماج، وهو ما تلجأ له الشركات المتعثرة أو التي قد تتعرض لـ الإفلاس من أجل ضمان استمرارية مزاولتها النشاط التجاري.
  2. اللجوء إلى اندماج الشركات من أهم الخطوات التي تسهم في فتح سوق جديدة للشركات، مما يعمل على زيادة حجم الإيرادات وتحقيق أفضل مستويات ومعدلات الربح.
  3. يضمن هذا الاندماج التجاري ما بين الشركات الاستدامة للأعمال والأنشطة التجارية عن طريق التنويع في المصادر الخاصة بالدخل وزيادة الكفاءة.
  4. تحسين خطوط الإنتاج، ورفع مستوى المنتجات والسلع الخاصة بالشركة، مما يفتح مجال للعمل والتوسع بشكل أكبر.
  5. فتح القنوات التمويلية مما يضمن استدامة ونجاح المشروع.
  6. توفير ما يعرف بالمرونة الاقتصادية مما يعني زيادة القدرة على التكيف مع أي أزمة داخلية أو خارجية.

ما هي أهم مميزات اندماج الشركات؟

اندماج الشركات عملية منظمة لها عدة مميزات نذكر من بينها الآتي:

  • تحقيق زيادة في الحصة السوقية للشركة الجديدة وهو ما يحدث حينما يتم اندماج الشركات فتزيد الحصة السوقية إلى حد كبير وهو ما يمنح الشركة قوة تجارية بالسوق، وذلك ما يكون له تداعيات وأثر أكبر على منافسي الشركة، بالإضافة إلى القوة في التفاوض مع العملاء والموردين، كما يقلل من الشروط المحددة للشركة.
  • تقليل حجم التكاليف المكررة والتي من بينها الإدارة والتوزيع والتسويق، وتتحقق القدرة على الاستفادة بشكل أفضل من ممارسات الشركات المندمجة، مما يتيح كفاءة إنتاج أفضل.
  • الشركات التي طبقت الاندماج بشكل صحيح تكون أقل عرضة للتأثيرات السلبية في حال عدم استقرار الأسواق وتقلبها.
  • استقرار العوائد والأرباح لفترات زمنية طويلة.
  • زيادة في قيمة رأس المال وهو ما يقدم للشركة فرصة أكبر للدخول في استثمارات وتوسعات جديدة، كما أن الشركة الكبيرة الضخمة تكون جاذبة للمستثمرين، وتتوفر فيها كافة معايير الثقة لبدء الاستثمار الجديد بالتعاون معها.
  • تعتمد في الشركة عقب الاندماج جميع الممارسات لكلا الشركتين، كما تتحسن كفاءة التشغيل، وتنخفض التكلفة الإدارية.
  • الاندماج يعد بمثابة ميزة تجمع بين الموهبة والخبرة من قبل كل شركة، وهو ما يزيد من القدرة الإبداعية والابتكارية للشركة الجديدة.
  • أهم مزايا وفوائد اندماج الشركات هو إتاحة ميزانية كبيرة من أجل البحث والعمل على إمكانية تطوير السلع والخدمات المقدمة بشكل سريع وملحوظ.

أهم الأسئلة الشائعة

هل يسمح باندماج الشركات حتى بمرحلة التصفية؟

نعم، في القانون السعودي يمكن أن تتم آلية اندماج الشركات حتى وإن كانت إحدى الشركات في مرحلة الفض أو التصفية، وهو ما يمنح المزيد من المرونة في أن تتخذ القرارات الاستراتيجية الملائمة.

ما هي عيوب اندماج الشركات؟

بالرغم مما يتم تحقيقه من فوائد اندماج الشركات إلا أن هناك بعض المخاطر والعيوب التي من بينها ما يأتي:

  • قد تواجه الإدارات الخاصة بالشركات التي ترغب في تطبيق الاندماج صعوبة في المزج بين الثقافات التنظيمية التي تتبناها كل سركة وهو ما يحدث صراعًا داخليًا.
  • تتكبد الشركات عقب عملية الاندماج تكلفة قانونية استشارية باهظة بالإضافة إلى ما قد يطلب من تعويضات مالية من قبل المساهمين أو الموظفين المعارضين لقرار اندماج الشركات .
  • تشتت واختلاف في القرارات الإدارية في بعض الأحيان، ويتم التركيز على الأمور المتعلقة بإعادة الهيكلة بدلًا من التركيز على الاستثمار والنشاط التجاري.
  • تواجه الشركة الكثير من المصاعب والتحديات التنظيمية أو القانونية.
  • نتيجة لما يطرأ من تغيرات عقب الاندماج قد تفقد كل شركة كوادر مهنية مهمة في مناصب قيادية لديها، مما يفقد الشركة عناصر قوة أساسية فيها.
  • قد تنخفض مستويات ومعدلات الإنتاج إذا لم تتم عملية الاندماج بشكل صحيح.
  • يحتمل الفشل عقب تطبيق عملية اندماج الشركات إذا لم تستطع الشركة أن تحقق المميزات من تلك العملية.
  • قد تحدث تأثيرات سلبية على الشركة كالإضرار بسمعتها أو فقدان عملائها بسبب ما حدث من تلك التغييرات.
  • التقلبات التي قد تطرأ على الأسواق التجارية قد تكون سبب في ضعف في بنية الشركة، وعدم القدرة على تحمل تلك التغيرات والتقلبات الطارئة على الأسواق مما يؤدي إلى ضعفها، وتأثرها بالسلب.
  • قد تحدث صعوبات معينة فيما يخص تحقيق التكامل فيما بين الشركات المندمجة، مما يبرز عيوب اندماج الشركات .

Author

Mona Salah

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *